ضفادع قزمة، ضفادع جديدة، ضفادع مضيئة، ضفادع وحيدة! | تقرير مترجم


ضفادع قزمة، ضفادع جديدة، ضفادع مضيئة، ضفادع وحيدة!

صور هذه الضفادع ستجعلك "تقفز" من الدهشة!

بقلم إليانور كامِنز، وترجمة أحمد الديب

 

روميو، روميو، أين عَسَاكَ تكُونُ يا روميو؟
حقوق الصورةروبين مور – المنظمة العالمية لإنقاذ الحياة البرية



كان الأسبوع الماضي حافلاً حقاً بأخبار الضفادع. بعضها كان مُبهجاً وبعضها لم يكن، وهذا هو موجز بأهم أنباء وصور الضفادع هذا الأسبوع:


ضفادع سِيوينكاس تقع في الحب

إلى وقت قريب كان خبراء البرمائيات يعتقدون أن "روميو" – المصوَّر أعلاه في لحظةِ تَجَلٍّ ذهبية جديرةٍ بمسرح شكسبير – هو الضفدع الأخير من نوع ضفادع سِيوينكاس المائية Sehuencas water frogs على وجه الأرض. ومنذ أن التقطه العلماء من أحراش بوليفيا، وهو معروف بسُمعته كأكثر الضفادع وِحدةً في العالم. وقد أَطلَقت المنظمة العالمية لإنقاذ الحياة البرية حملةً علميةً مؤخراً إلى الغابات البوليفية الكثيفة السابحة في الضَّباب بهدفٍ واحدٍ لا غير: العثور على نصف "روميو" الآخر! الحملة التي آتت ثمارها لحسن الحظ، وعادت بذكرين اثنين وثلاثٍ من الإناث. وقد أعلن العلماء يوم الاثنين الماضي عن نجاح تزاوُج "روميو" بأنثى أُطلِق عليها بالطبع اسم "جولييت". تأمَّل الحُبَّ – في الصورة بالأسفل – وهو يتوهَّج في عينيّ "روميو".
 

تزوَّجيني أيَا جولييت، ولن تعودي وحيدةً أبداً.
حقوق الصورة: المنظمة العالمية لإنقاذ الحياة البرية



كان "روميو" قد توقَّف كُليًّا في عام 2017 عن النقيق بحثاً عن شريكة حياة، قبل أن يخالجه الشوقُ مجددًا بعد قدوم "جولييت" لتسكُن الحوض. لكن يبدو أن اسميّ "روميو وجولييت" يجلبان المتاعب دائماً أينما اجتمعا، فوِحدة "روميو" الطويلة جعلته - على ما يبدو - يكافح لتذكُّر الكيفية الصحيحة لعِناق "جولييت"، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن ينجح "روميو" مع "جولييت" في إنقاذ نوعهما من الانقراض. لكن من الواضح أن علماء المنظمة العالمية لإنقاذ الحياة البرية رومانسيُّون بما يكفي للتحلِّي بالصبر والأمل، ويتوقعون عما قريبٍ أخباراً طيبة.


هل رأيتَ "ميني"؟
 

كَفَى بجِسمِي نُحُولاً أنني رجلٌ * لولا مُخاطَبَتِي إيَّاكَ لَم تَرَنِي
حقوق الصورة: أندولالاو راكوتواريسون



نشر خبير البرمائيات "مارك شيرتز" مع زملائه دراسة مؤخراً في دورية بلوس ون PLOS One أعلنوا فيها اكتشاف خمسة أنواع جديدة من الضفادع القزمة في مدغشقر. يقول "شيرتز" في تغريدةٍ له على تويتر: "أطلقتُ على ثلاثة أنواع منها أسماء: ميني مَم Mini mum وميني سكيول Mini scule وميني إيتشر Mini ature، أنا أتحلى بحِسٍّ فكاهي إلى هذه الدرجة!" تلاعَبَ "شيرتز" باللغة لكنه لم يكن يمزح تماماً؛ فقط انظر إلى حجم ضفدع ميني مَم في الصورة أعلاه، وهو يجلس مستريحاً على ظُفرٍ بشري، وستُدرك أنه أصغر حتى من "عُقلة الإصبع" في حكايات الأطفال الخيالية!


سَفَّاح الضفادع

لا يفرِّق سَفَّاح الضفادع بين الكبار والصِّغار

حقوق الصورة: ألديمار أسيفيدو رينكون



يعيش ضفدع هيلينا الشقباني (المصوَّر أعلاه) في أميركا الوسطى والجنوبية، حيث يهدده فطر الكيتريد القاتل بالفناء. هذا الفطر السَّفَّاح الذي نَشرَت عنه دورية ساينس مؤخراً تقريراً يتهمه بأنه الكائن المُغير الأكثر فتكاً على وجه الأرض، باستهدافه لأكثر من 500 نوعٍ من أنواع البرمائيات حول العالم؛ يصيبها عبر الماء الملوث فيأكل الكيراتين في جلودها الرقيقة ويقضي على توازن الإلكتروليتات عبر الجلد (والجلدُ من أشد الأعضاء أهمية لدى البرمائيات) مما ينتهي بالضفدع أو العلجوم أو السَّمندَل المسكين بالسقوط ميتاً بنوبة قلبية.


أشعِلوا اليَقطِين، إنه الهالوين!

شمعةٌ في الظلام

حقوق الصورة: ساندرا جوت



بالرغم من لونه الأخَّاذ واسمه الشائع اللطيف، يُعتبر ضفدع اليَقطِين من الكائنات شديدة الخطورة والسُّمِّية. ولون اليقطين الفاقع هذا ليس إلا تحذيرٌ شديد اللهجة يقول بوضوح: اقترِب وستدفع الثمن! وهي ظاهرة شائعة في الكائنات التي تكتسي بألوانٍ صارخة، تسمَّى "التحذير اللوني Aposematism". وهذه حقيقة قديمة معروفة عن ضفدع اليقطين الذي "يقطن" غابات الساحل الأطلنطي للبرازيل. لكن الجديد أن هذا الصغير الخطير كان، فيما يبدو، يحتفظ بأخفى أسراره طوال الوقت لنفسه؛ حتى أماطَت عنه اللثام "ساندرا جوت" - الباحثة بجامعة نيويورك أبو ظبي - وفريقها البحثي، ونشروا بحثاً جديداً في دورية ساينتيفيك ريبورتس جاء فيه أن ضفادع اليقطين تلجأ – عندما يتعذَّر سماعُ نقيق التزاوج – إلى حيلةِ تَوَاصُلٍ بديلة، فتُطلِق إشارات بصرية لا تدركها الأبصار البشرية، لكن مصابيح الطيف فوق البنفسجي كَشَفَتها أخيراً أمام عيوننا؛ فالهياكل العظمية لضفادع اليقطين تتألَّق - حسب ما اكتُشف - في  الرؤية فوق البنفسجية لتُرشد الضفادع إلى أماكن بعضها في الظلام. ولأن جلودها رقيقة جداً فقد فضحَت المصابيح سرَّها الذي كانت تُخفيه تلك الجلود العجيبة، التي تصرخ ألوانُها في الأعداء، بينما يُغري وَهَجُها الشاحب - في الوقت نفسه - الأحبَّةَ بالاقتراب.



التقرير الأصلي هنا، والترجمة العربية هنا.

تعليقات

اختيارات قراء هذا الأسبوع