كيفَ تَبْقَى الشَّمْسُ دائِمًا حارَّة؟ | مقال للأطفال

 

نَرَى الشَّمْسَ كَلَّ يَوْمٍ، لَكِنَّها أُعْجُوبَةٌ حَقِيقِيَّةٌ. لَوْلا الشَّمْسُ ما ظَهَرَت الحَياةُ عَلَى الأَرْضِ، وما كانَت الأَرْضُ نَفْسُها!

الشَّمْسُ مِن النُّجُومِ، وهُوَ ما يَعْنِي أَنَّها كُرَةٌ عِمْلاقَةٌ مُشْتَعِلَةٌ فِي الفَضاءِ. ولَوْلا النُّجُومُ لَكانَ الكَوْنُ كُلُّهُ بَرْدًا وظَلامًا بِلا نِهايَة.

تَتَكَوَّنُ الشَّمْسُ بِشَكْلٍ أَساسِيٍّ مِن الهَيْدرُوجِين والهِيلْيُوم. وهِيَ ضَخْمَةٌ إلَى دَرَجَةِ أَنَّ جَوْفَها قَدْ يَتَّسِعُ لِأَكْثَر مِن مِلْيُونِ كَوْكَبٍ بِحَجْمِ الأَرْضِ!

لِلشَّمْسِ -لِهَذا السَّبَبِ- جاذِبِيَّةٌ كَبِيرَةٌ جِدًّا، تَرْبطُ بِها كُلَّ كَواكِبِ المَجْمُوعَةِ الشَّمْسِيَّةِ فِي مَداراتِها. هَذِهِ الجاذِبِيَّةُ تَشُدُّ بِها أَيْضًا الهَيْدرُوجِين إلَى قَلْبِها، حَيْثُ تَنْدَمِجُ ذَرَّاتُهُ بِفِعْلِ الضَّغْطِ الهائِلِ وتَتَحَوَّلُ إلَى ذَرَّاتِ هِيلْيُوم. هَذا التَّفاعُلُ المُسْتَمِرُّ هُوَ الَّذِي يُطْلِقُ مِن قَلْبِ الشَّمْسِ كُلَّ ذَلِكَ الضَّوْء، وكُلَّ تِلْكَ الحَرارَة.

يَصِلُ إلَيْنا هُنا عَلَى الأَرْضِ ما يَكْفِينا بِالضَّبْطِ مِن الحَرارةِ والضَّوْءِ. فَلَوْ اِقْتَرَبَتْ الشَّمْسُ مِنَّا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ لَاسْتَحالَ العَيْشُ مِن شِدَّةِ الحَرِّ والجَفافِ، وَلَوْ اِبْتَعَدَتْ قَلِيلًا فَقَطْ لَصارَ الكَوْكَبُ فِي لَيْلٍ جَلِيدِيٍّ دائِمٍ لا حَياةَ فِيهِ.

والنُّجُومُ -مِثْل كُلِّ شَيْءٍ آخَرَ- تُولَدُ وتَمُوتُ.

يُولَدُ النَّجْمُ عِنْدَما تَحْتَشِدُ سُحُبُ الغازِ والغُبارِ بِسَبَبِ الجاذِبِيَّةِ. ويَمُوتُ النَّجْمُ عِنْدَما يَنْفَدُ رَصِيدُهُ مِن الغازاتِ، الَّتِي تَتَحَوَّلُ مَعَ مُرُورِ الزَّمَنِ إلَى عَناصِرَ أَثْقَل.

وقَدْ وُلِدَت الشَّمْسُ قَبْلَ 4.5 بِلْيُون سَنَةٍ، وما زالَ نَصِيبُها الوافِرُ مِن الهَيْدرُوجِين يَجْعَلُ قَلْبَها حارًّا حَتَّى اليَوْمِ، ورُبَّما إلَى بَلايِينَ وبَلايِينَ أُخْرَى مِن السِّنِين.


تعليقات

اختيارات قراء هذا الأسبوع