ما وزْنُ نُقطَةِ الماء؟ | مقال للأطفال


نَرَى الماءَ كُلَّ يَوْمٍ، لَكِنَّهُ أُعْجُوبَةٌ حَقِيقِيَّةٌ. أَجْسامُنا وأَجْسامُ كُلِّ الكائِناتِ الحَيَّةِ يَتَكَوَّنُ مُعْظَمُها مِن الماءِ، ولِهَذا سَيَنْصَحُكَ الطَّبِيبُ دائِمًا أَنْ تَشْرَبَ الكَثِيرَ مِن المِياهِ.

كَوْكَبُنا كُلُّهُ يَتَكَوَّنُ أَكْثَرُهُ مِن ماءٍ، والماءُ نَفْسُهُ يَتَكَوَّنُ مِن الأُكْسُجِين والهَيْدرُوجِين.

يَتَجَمَّدُ الماءُ بِالبُرُودَةِ فَيُصْبِح ثَلْجًا، ويَتَبَخَّرُ بِالحَرارَةِ فَيَصِير بُخارًا. وبَيْنَ هَذِهِ الحالاتِ يَدُورُ الماءُ فِي الطَّبِيعَةِ فَتَدُور مَعَهُ كُلُّ دَوْراتِ الحَياةِ.

سَوْفَ يُقالُ لَكَ كَثِيرًا إنَّ الماءَ لا لَوْنَ لَهُ ولا طَعْمَ ولا رائِحَةَ. لَكِنَّكَ تَرَى البِحارَ والأَنْهارَ بِأَلْوانٍ زَرْقاءَ وخَضْراءَ، وتَشْعُرُ أَحْيانًا أَنَّ لِلمِياهِ الَّتِي تَشْرَبُها طَعْمًا خَفِيفًا، أَوْ رائِحَةً ما. (هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَبْحَثَ أَسْبابَ ذَلِك؟)

تَمْتَلِئُ البِحارُ والمُحِيطاتُ بِالكائِناتِ الَّتِي نَعْرِفُها والَّتِي سَوْفَ نَعْرِفُها فِي المُسْتَقْبَلِ. وهُناكَ أَعْماقٌ مائِيَّةٌ سَحِيقَةٌ جِدًّا، قَدْ لا نَسْتَطِيعُ أَبَدًا الوُصُولَ إلَيْها واكْتِشافَ ما تَضُمُّهُ مِن عَجائِبِ الحَياةِ. فَعِنْدَ قاعِ المُحِيطِ البَعِيدِ سَيَزِيدُ ضَغْطُ الماءِ إلَى دَرَجَةٍ لا يَتَحَمَّلُها جِسْمُ إنْسانٍ، ولا حَتَّى جِسْم غَوَّاصَةٍ مِن حَدِيدٍ.

لَكِنَّ المَخْلُوقاتِ العَجِيبَةَ لا تَعِيشُ فَقَطْ فِي أَعْماقِ المُحِيطِ، بَلْ إنَّ قَطْرَةً واحِدَةً مِن الماءِ قَدْ تَحْوِي عالَمًا كامِلًا مِن الأَحْياءِ الصَّغِيرَةِ لِلغايَةِ. ورُبَّما سَيَقُولُ لَكَ العُلَماءُ إنَّ القَطْرَةَ الواحِدَةَ مِن الماءِ قَدْ لا يَتَعَدَّى وَزْنُها 0.05 مِن الجِرام، لَكِنَّكَ سَتَشُكُّ فِي ذَلِكَ جِدًّا وأَنْتَ تَشْعُرُ بِقَطْرَةٍ مِن العَرَقِ تَنْحَدِرُ عَلَى جَبِينِكَ، أَوْ قَطْرَةٍ مِن الدَّمْعِ تَسِيلُ فَوْقَ خَدِّك.


تعليقات

اختيارات قراء هذا الأسبوع